منذ نعومة أظافرها عشقت روان نيروخ (22عام) الإكسسوارات كأي طفلة، تلهو بها لتصنع لدميتها حلياً وملابس تزينها، موهبة امتلكتها حين كانت صغيرة وكبرت معها حتى احترفتها وباتت مصدراً للدخل.
روان لم يمنعها دراستها لتخصص إدارة الأعمال؛ من مواصلة موهبتها المفضلة وتطويرها؛ لتعمل منذ العام 2011 برفقة شقيقتها على تصميم وتصنيع الإكسسوارات بواسطة قطع مزخرفة وأحجار كريمة؛ وبعضٌ من الذهبِ الروسي المستورد، وأخرى تحفر عليها الأسماء بالذهب والفضة، لتشكّل منها قطعاً فنية تزين بها النساء أيديهنَّ ورقابهن.
نجاح روان في تصنيع الإكسسوارات والرواج الذي لاقته من السيدات، دفعها بداية العام لفتح محلها الخاص لتروج لما تشكّله أناملها وشقيقتها روان (20عام)؛ من خواتم وحلي وقطع أخرى من الإكسسوارات التي تعشقها النساء وتختارها بعناية فائقة؛ تتماشى والأناقة المعهودة للمرأة الفلسطينية صاحبة الذوق الرفيع.
تقول روان لنّوى:”حبي كفتاة للإكسسوارات دفعني للاستمرار، بأدوات بسيطة وقطع مزخرفة متوفرة لدي بدأت أصنع منها ما يجول في مخيلتي من حلي وأساور، وهو ما دفعني لاحقاً لتدريب شقيقتي لتساعدني بالعمل على تصنيع الإكسسوارات بعد الرواج الكبير للمشروع بالضفة والقدس”.
برأس مالٍ صغير كانت تدخره، وبدعم من عائلتها، تمكنت روان من فتح محلها الصغير، حيث تقوم بتصنيع الإكسسوارات في المنزل ومن ثم تحملها لعرضها في المحل، صنعة احترفتها ولاقت تجاوباً من قبل الفتيات اللواتي يغرمن بمثل هذه “النقشات”.
قطعٌ يحتاج تصميمها لذوق خاص ودقة بالعمل لتصنيع ما يسر الناظرين، تقول روان:”ليست كل القطع متساوية في وقت تصنيعها، فأحياناً أنجز ثلاثة قطع خلال نصف ساعة، وأحيانا تأخذ قطعة واحدة من وقتي ساعتين متواصلتين مثل حفر الأسماء، تبعاً للأدوات المتوفرة في كل قطعة، فبعضها أسعاره زهيدة وأخرى يدخل فيها الذهب الروسي والأحجار الكريمة، فيكون سعرها أعلى”.
تعمل روان على مزج القطع بألوان متناسقة تسر الناظرين، قطع يطغى اللون الفيروزي على الكثير منها، وأخرى ذات لون ذهبي، وبمزج اللونين في قطعة واحدة نجد أنفسنا أمام اكسسوار فاخر يليق بالفخم من الأذواق.
أما شقيقتها رزان والتي تعرّفت على هذه الحرفة من شقيقتها فتقول:”ما تقوم به شقيقتي جذب انتباهي، حبي لاقتناء الإكسسوارات وارتدائها كان دافعاً قوياً لي لأتعلم منها وأقوم بمساعدتها”.
عملت الشقيقتان على إدخال التطريز الفلاحي ضمن منتوجاتهن، والذي لاقى أيضاً رواجاً من قبل السيدات، حيث يشكل جزءاً مهماً من التراث الفلسطيني تتزيين به السيدات ليس بالثوب فقط وإنما ضمن الإكسسوارات، وهو ما يعكس بعضاً من التراث الجميل، وكان للعلم الفلسطيني نصيب ضمن عمل روان ورزان؛ من خلال قطع أساور ملونة بألوان العلم.
ما يزيد عن عشرين معرضا شاركت بها روان لعرض منتوجاتها داخل الضفة الغربية والقدس، وهو ما تعتبره أحد أدوات نجاحها للترويج لما تصنعه بالصورة المثلى.
تستثمر الشقيقتان وسائل التواصل الاجتماعي لعرض كل ما هو جديد من منتوجات؛ يبدي الجمهور المتابع رأيه وأخريات يتواصلن مع الشابتين لطلب القطع التي تروق لهن، نجاح روان ورزان لم ينحصر فقط في تصميم وتصنيع الإكسسوارات؛ بل تضمن نقل الخبرة لغيرهن من النساء، ومنحهن دورات في إحدى المؤسسات المحلية لتصنيع الفضيات، إضافة إلى دورة أخرى ستبدأ قريباً.
*تقريري لشبكة نوى الإخبارية:http://www.nawa.ps/arabic/?Action=Details&ID=16802
أضف تعليقاً