(ارفض)… شعبك يحميك: حراك شبابي يعيد للدروز هويتهم الفلسطينية


Warning: sprintf(): Too few arguments in /home/clients/ed3c6347dbe4ca3a4321eb32fe384a07/arablog/wp-content/themes/bizznis/lib/functions/shortcodes.php on line 229

منذ العام 1956 فرضت الحكومة الإسرائيلية التجنيد الإجباري على أبناء الطائفة الدرزية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48،مستهدفة بذلك الدروز كطائفة فلسطينية ضمن الأراضي المحتلة لفصلهم عن شعبهم وأمتهم العربية،وما تبعه لاحقاً من فرض مناهج تعليمية خاصة بهم لزرعهم ضمن مناخ صهيوني بامتياز عام 1975.

قامت الحكومة الإسرائيلية حينها بفصل المناهج التعليمية للطائفة الدرزية عن المناهج العربية،30_1423745164_3022

ليحدثوا منهاجاً تعليمياً يحمل مواد تحريضية تعتبر الدروز ضمن الطائفة اليهودية وعلى علاقة بهم،وهو ما تولّد لاحقا من النظرة السيئة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة تجاه الدروز الذين يخدمون لدى جيش الاحتلال.

لا لخدمة المحتل

تلك العوامل مجتمعةً كانت دافعاً قوياً مطلع العام 2014 أمام شباب فلسطيني من الداخل المحتل لإنشاء حراك شبابي رافض للخدمة العسكرية للمحتل، موجّه للشباب الدروز، والمنخرطين فيه أكثر من غيرهم كشباب عربي ضمن الأراضي المحتلة عام 48.

تقول هدايّة كيوف منسقة الفريق الحقوقي في الحراك لنّوى:”الحراك انطلق بشكل رسمي من خلال مظاهرة على “جبل الرافضين” أمام سجن عتليت العسكري،فيه أطلقنا خطط الدعم كحراك شبابي”.

وتكمل :”لكن تلك الانطلاقة سبقها عمل استمر لأربع سنوات في محاولة لتنظيم مجموعة شبابية للتصدي للتجنيد الإجباري المفروض على الشاب الدرزي،فكان حراك “ارفض؛  شعبك يحميك”،ثمرةٌ لهذا الجهد”.

أحد الأهداف الأساسية للحراك كان رفع الوعي الجماعي للفلسطينيين بأن الطائفة المعروفية الدرزية هي جزأ لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني،والذين كانوا ضحية مؤامرة صهيونية حيكت ضدهم، في محاولة لتغيير الصورة النمطية عن الفلسطيني الدرزي الذي يوصف “بالخائن”؛ والذي يقف في وجه الفلسطيني في الضفة والقدس شاتماً إياه على الحواجز الاحتلالية،تلك الصورة التي أصبحت قائمة وبحاجة لبعض الوقت لإخراجها من اللاوعي الداخلي للفلسطيني في أراضي عام 67.

واعتبرت كيوف أن من نقاط النجاح للحراك أنه ومنذ انطلاقته توجّه له قرابة الـ45 شاباً درزياً طالباً رفض الخدمة العسكرية للمحتل الإسرائيلي،والذي يعتبر دافعاً لهم للاستمرارية.

وتتابع :”بالإضافة إلى الدوافع الأخرى التي نقدمها للشباب الرافض من منحة دراسية جامعية،تغطي كافة مصاريفه لاحقاً،ومتابعة قانونية من فريقنا الحقوقي للشباب طوال فترة اعتقاله”.

أرفض

سيف أبو سيف شاب فلسطيني درزي من مدينة شفا عمرو(19)عاماً وأحد الشبان الذين رفضوا الانخراط بالخدمة العسكرية للمحتل الإسرائيلي،وضع نصب عينيه هدفاً محدداً وهو رفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي،حتى أنه ذهب لمكتب التجنيد أكثر من مرة قبل أن يطلبوه قائلاً: “لن أخدم جيشكم.”

في كانون أول من عام 2013 جاء لسيف أمر احتلالي يقضي بالقدوم لمكتب التجنيد لتسليم نفسه لرفضه الخدمة العسكرية،وخلال جلسة مع المحقق الإسرائيلي أصر سيف على موقفه السابق الرافض للتجنيد،فقال له المحقق سنقوم باعتقالك وسجنك،رد سيف: “سجن سجن،عادي زيي زي بقية المسجونين عندكم”.

يقول سيف لنّوى:”مكثت  في السجن مدة 15 يوماً،وضعوني في زنزانة انفرادية،كانت الأجواء في تلك الفترة شتوية،عشت ظروفاً قاسيةً، لكن رسائل الدعم التي وصلتني من الشباب والحراك جعلتني اتمسك بموقفي أكثر وأتحمل كل شيء سيء”.

من أكثر المواقف التي أثرت بسيف خلال تواجده بالسجن،المظاهرة التي قام بها حراك “ارفض؛ شعبك يحميك”، أمام سجن عتليت العسكري،يقول سيف:”لم استطع رؤيتهم لكن هتافاتهم كان ترن في أذني،فوضعت هدفاً آخر عند خروجي بالانضمام للحراك،لأتمكن من مساعدة الشباب الرافضين ولأحاول إقناع آخرين من أبناء طائفتي”.

خلال وجود سيف بالسجن زارته المحامية روان اغبارية من الحراك للتأكد من رفضه القطعي للخدمة العسكرية،والذي أعلن رسمياً عن موقفه الرافض للخدمة،وبدعم من الفريق القانوني للحراك وبمساندة شعبية،خرج سيف من السجن بعد 15 يوما قضاها في زنزانة انفرادية.

وعن ظروف الاعتقال التي مر بها يقول سيف:”كان ممنوع عليّا النوم نهاراً، يوقظوني في الخامسة فجراً، ويسمحوا لي بالنوم العاشرة مساء،  الغرفة كانت باردة جداً، ولم يعطوني غطاء، فقط لبس المساجين، وهو عبارة عن لبس الجيش الأمريكي، الظروف القاسية جعلتني أكثر إصراراً على موقفي، فكل رفض هو قوة لشعبنا”.

سيف اليوم من الشباب المؤسسين للحراك الرافض لخدمة المحتل،فلا تخرج مظاهرة للرفض إلا ويكون سيف أول المشاركين.

رسالة قوية وجهها سيف للشباب الدروز العاملين في جيش الاحتلال مفادها:”ارجع اقرأ تاريخك الحقيقي، واعرف أصولك الحقيقية وليست الأصول التي رسمها الاحتلال، وفكر مع أي طرف ممكن تكون”.

تذكير

الداعم الأساسي لسيف بموقفه الرافض لخدمة المحتل عائلته التي ساندته وأيدته في كل خطواته،فوالده كان من الذين رفضوا خدمة المحتل،وكذلك شقيقه الأكبر،والذين شكلوا عامل دعم ومساندة كبيران لسيف.

فوفقاً لبحث حديث نشره باحثان من جامعة حيفا في الداخل المحتل أن 64% من الطائفة الدرزية تعارض التجنيد الإجباري.

وحول تجاوب المجتمع المحيط مع ما قام به،يردف سيف:”تجاوب المجتمع كان بالنقد المخيف، فليس سهلاً بعد كل هذه السنوات من غسيل الدماغ للدروز يخرج شخص درزي يعرّف نفسه بأنه فلسطيني”.

هجمات عدة تعرض لها الحراك الرافض لخدمة المحتل،منهم من اعتبره لا يمثل الطائفة الدرزية،وأنهم مجرد صوت ضئيل لا يعبر عن الموقف العام لهم،وهو ما دفع الشباب القائمين على الحراك لتغيير الموقف الرافض لهم،من خلال خطاب وحدوي قديم رافض لخدمة المحتل، ورغم كل هذه التحديات لكن الحراك ما زال مستمراً.

تقريري في شبكة نّوى: http://www.nawa.ps/arabic/?Action=Details&ID=16581


Warning: printf(): Too few arguments in /home/clients/ed3c6347dbe4ca3a4321eb32fe384a07/arablog/wp-content/themes/bizznis/lib/frontend/post.php on line 348
You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

Reader Interactions

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *